يعدُّ مختبر تحليل الخطاب مركَزًاٍ علميًّا بحثيًّا يُعنى بمقاربة الخطاب، ومّما دفعنا إلى أن نطلقَ عليه اسمَ (مختبر) هو سعيُنا إلى أن نقرّب النقدَ من العلم باعتباره منجزاً عقلياً، وليس خواطرَ وأهواء وباعتباره وسيلةَ تعبيرٍ وصاحبَ سلطةٍ ما.وقد أردنا له أن يتجاوز حقل "السرديات" كما في غيره من المختبرات، وأن يتجاوز ما يعبَّر عنه باللغة، ليشمل الممارسات وأشكالَ التعبير الأخرى، باعتبار الواقع نصّاً متحرّكاً.وقد أعدّت"اللجنةُ المؤسّسةُ"التعليماتِ التي تنظّم عمله، واختارت"هيئة استشارية"من كبار العلماء والمفكرين والأكاديميين ومن المهتمين بالثقافة العربية والإسلامية في تخصصات مختلفة ومن جامعات عربية وأجنبية.
وانطلقت فكرةُ المختبر من الحاجة إلى قراءةٍ ناقدةٍ تكتشفُ ما يثوي في النصوص والممارسات من رؤى وأفكارٍ وأنساق، وأن تفكّكَ بعضَ المفهومات، ونؤمنُ في هذا المختبر، أنّ الحاجةَ ملحّةٌ للنظر النقديّ العلميّ الذي يستندُ إلى نظريةٍ ومنهجٍ ورؤيةٍ وخطواتٍ علميةٍ ونتائجَ تتمخّض من المقدّمات. فنحن بحاجةٍ إلى أنْ نقرأَ الخطابَ الأدبيَّ والسياسيَّ والدينيَّ والإعلاميَّ والتاريخيَّ. ونحاول في المختبر أيضاً، أن نؤسّسَ طريقاً في النظرِ إلى الآخرِ والتعاملِ معه، الذي لم يعدْ يرانا سوى من طاقةِ الصراع ومن ثقبٍ أسود. لقد بات علينا أن نعيشَ الحبَّ والألفةَ والسلام، وأن نقدّمَ ما في ثقافتنا من قيمٍ إنسانيةٍ تنهضُ على التعدّد والاختلافِ والعدالة.
ويسعى المختبر إلى أن يكون بيتاً للمشورة يقدّمها للجهاتِ التي تُعنى بصناعةِ القرارات على أسسٍ علمية، ومظلّة للتعددية الثقافية والدينية والسياسية، وحافزاً لمناهجِنا النقديةِ في البحثِ عن المشتركِ الثقافي والمظلةِ الإنسانية التي تجمع في عباءتها الأغيارَ والمختلفين، ونأملُ أن يبحثَ عن هوياتٍ تجمّع ولا تفكّك،وتلك مسؤوليات عظيمة تحتاج إلى تضافر جهودنا جميعاً.