كلمة ترحيبية

يسعدني أن أرحب بكم في قسم إدارة المياه والبيئة، هذا القسم الذي تم إنشاؤه استجابة للطلب المتزايد على أخصائيين أكفاء مؤهلين للتعامل مع مشكلات المياه والبيئة، وبما يضمن المحافظة على مصادر المياه وعناصر البيئة، فأنّ الزيادة المضطردة في عدد السكان والتغير الجذري في سلوكيات الإنسان، وعاداته اليومية، وأنماط استهلاكه قد أسهمت (و ما زالت) في استنزاف الموارد البيئية بما فيه المياه والتربة والهواء؛ ونتيجة لهذا الاستنزاف فقد أصبحت العديد من الكائنات الحية بما فيها الجنس البشري مهددة في سلمها البيئي، ولم تعد الكائنات الحية في عصرنا الحالي تستنشق الهواء الذي كانت تستنشقه أسلافها، ولم تعد تنعم بتوفر الموارد الطبيعية التي كانت متاحة لأجدادها، وقد بدأ الإنسان يدرك حجم الدمار الذي أحدثه في البيئة فأخذ يقترح الحلول لاستنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه البيئة؛ لعله ينعم ببيئة سليمة خالية من كلّ ما قد يعكر صفو الحياة والاستمتاع بها بعيدًا عن هواجس الإصابة بالسرطانات، أوالتشوهات الوراثية.
 
إنّنا في هذا القسم نسعى إلى التعاون مع مختلف الجهات، والقطاعات بغية إعداد جيل قادر على حماية المقدرات البيئية، والاستفادة منها دونما تأثير عليها، كما ونسعى إلى تدارك ما قد أتلفته الأنشطة البشرية المختلفة في عناصر البيئة وإصلاحه؛ ولذلك فقد عملنا وما زلنا نعمل على استقطاب العقول النيرة ذات الخبرة في التعاطي مع مشكلات البيئة، واقتراح الحلول الناجعة لها، كما ونعمل أيضًا على إثراء العملية التدريسية في القسم بكلّ ما من شأنه أن يكسب خريجي القسم مهارات ومعارف تؤهلهم لحمل ألوية المحافظة على البيئة، والدفاع عنها بمسؤولية و اقتدار عاليين.
 
وقبل أن أودّعكم فلا بد أن أذكّر بأن الطبيعة المتداخلة والمتقاطعة للعلوم، التي تتطلبها المحافظة على البيئة تستدعي أن يتعاون الجميع من شتى الاختصاصات والمعارف في ابتكار الطرائق، وترويج السلوكات التي تقود إلى حلّ معظم المشاكل البيئية، فلا يظنن أحد بأن تخصصه العلمي، أو الموقع الذي يشغله غير قادر على خدمة البيئة والمحافظة عليها، فنعم المعلمة التي تغرس في نفوس تلاميذها عدم إلقاء النفايات إلا في أماكنها! ونعم الأم التي تربي أبناءها على عدم الإسراف في الماء، وعدم ترك المصابيح مضاءة بلا حاجة! ونعم الفني الذي لا يسمح لزيوت السيارات المستبدلة بالوصول إلى مصادر المياه حتى العادمة منها! ونعم المزارع الذي لا يفرّط في استخدام الأسمدة أوالمبيدات! ونعم الواعظ الذي يرشد إلى أهمية البيئة والحفاظ عليها! ونعم الكثيرون!  فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.

الاخبار والاعلانات